وطني الحبيب (فلسطين)

طيبة هي أمي
فمنذ خمسون عام و هي تحزم حقائبها و تقول:
"سنرجع إلى الوطن في هذا العام"
و يمر العام تلو العام
لا أمي عادت .. و لا الوطن عاد
و ما زالت تحزم حقائبها و تقول
"سنرجع في هذا العام"
مسكينة هي أمي
لا تعلم أن هذا العام سيمر مثل الخمسون عام


--


كلنا في الوطن أحرار
إلا الوطن



--


بكيتُ حين عرفوا بلادي
من اسم جلاّدي


--


كلما طالبتُ بحق العودة
ردوا عليّ :
" لا تكشف العورة "


--


أيها الوطن الجميل
كفّ عن الموت قليلاً
لا شيء يستحق
لا شيء يستحق
لا نستحق موتك


--


غزة
وجهها إلى البحر
و ظهرها إلى الحائط
غزة
أرجوكِ
لا تقلدي بغداد


--




"للقدس سلام .. آتٍ"
"بجياد الرهبة .. آتٍ"

لا أرى .. لا أسمع .. لا أتكلم


--


يا وطن
"مش من هنا .. من هنا"
"مش من هنا .. من هنا"

و يستمر المشهد .. و نحن "مش من هنا"


--


كل هزائمنا نصر
و كل انتصاراتنا – إن وجدت – نصر
و مع ذلك
راياتنا بيضاء


--


وطني عذراء شامية
اغتُصبت في خيمة عربية
و تسألوني
لماذا ملامحها عبرية ؟؟


--


بعضنا يرى وطنه كبيراً
و بعضنا يراه كبيراً أيضاً
و بعضنا الآخر يراه كبيراً جداً
إلا أنا
فأرى وطني
"ضفةً و قطاعاً"

"فلسطين .. لا تتألمي"


--


- لقد سرقوا البحر.
- سرقوه ؟ هل هذا يُعقل ؟
- صدقني سرقوه .. ذهبتُ إليه بالأمس و لم أجده
وجدتُ غرباء يحملونه في عربة عسكرية و يرحلون.

"أيا بحر غزة .. اصمد إنا قادمون"


--

تسلم على هذا الابداع الجميل